7 نصائح لمساعدة الأطفال على مواجهة السمنة 

أظهر تقرير أصدرته هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية “إن إتش إس” (NHS) عام 2021، أن أكثر من ربع تلاميذ الصف السادس الابتدائي يعانون من السمنة، وأن حوالي 5% من الأطفال في نفس المرحلة العمرية مصابون باضطراب الأكل، أما الأطفال الذين يتمتعون بوزن صحي فانخفضت نسبتهم من 63.4% إلى 57.8%، مما دفع الخبراء للتحذير من أن آلاف الأطفال قد يواجهون عواقب “خطيرة” وحتى “مدمرة” نتيجة لزيادة الوزن.

وفي استجابة للتحدي المتزايد لسمنة الأطفال، قدّم باحثون في جامعة “باث” (Bath) بالتعاون مع جمعية الحمية البريطانية “بي دي إيه” (BDA)، “دليلا إرشاديا جديدا” لمساعدة الآباء بشأن ما عليهم قوله أو فعله أو تجنبه عند الحديث مع الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 4 أعوام و11 عاما عن وزنهم.

وذلك من خلال “تقليل اللوم، والتحدث عن الوزن والطعام والنشاط البدني في المنزل بشكل أكثر إيجابية”، لحمايتهم من النظر لأنفسهم نظرة سلبية، وتشجيعهم على التمتع بوزن صحي، “للوقاية من مخاطر الإصابة بأمراض مثل السكري أو ارتفاع ضغط الدم في المستقبل”، وإدراك أهمية النشاط البدني والأكل الصحي “لتحسين رفاههم، وثقتهم بأنفسهم”.

ومن الإرشادات التي أوصى بها الباحثون ما يأتي:

  • عدم اعتبار “الوزن” كلمة محظورة

الحديث عن الوزن يمكن أن يكون موضوعا حساسا للأطفال والمراهقين، لذلك يعزف بعض الآباء عن استخدام كلمة “وزن”، ويستعينون بكلمات مثل “النمو” أو “الصحة” أو “التمرين”.

ويوصي الدليل الإرشادي بعدم تجاهل موضوع الوزن، ويرى الباحثون أن “الحديث عن الوزن بصراحة”، من خلال التركيز على المحادثات الصغيرة التلقائية في الأوقات الطبيعية، بدلا من جلسات الحديث الكبيرة والمطولة حول الموضوع، “يمكن أن يبني الثقة، ويمنع الأطفال من الشعور بالخجل حيال ذلك”. ويرفضون أن يكون “الوزن” كلمة محظورة، لأن هذا “يمكن أن يسبب الخزي والقلق لدى الطفل”.

ويحذر الخبراء من التردد في بدء حوار مفتوح عن الوزن مع الأطفال، ويؤكدون على ضرورة الاستماع إليهم، وتشجيعهم على مشاركة أفكارهم ومشاعرهم بشأن صورة الجسد، والاعتراف بأنها مشاعر حقيقية، حتى لا يتسبب الإهمال في “آثار خطيرة ومستمرة مدى الحياة”.

  • تجنب الانتقاد

حثت البروفيسورة فيونا غيليسون، الباحثة الرئيسية في قسم الصحة بجامعة “باث”، على عدم انتقاد الآباء لوزن الأطفال أو وزن الآخرين أو مظهرهم، باعتبار أن هذا “يمكن أن يجعلهم يعتقدون أن هذه ستكون طريقة للحكم عليهم أيضا”.

كما شدد الخبراء على أهمية تجنب الآباء التعليقات السلبية التي يمكن أن تؤدي إلى آثار ضارة دائمة على الطفل وعلاقته بالطعام، وأن يكونوا قدوة حسنة عند الحديث عن الأجسام بشكل عام، سواء كانت أجسامهم أو أجسام أطفالهم أو أجسام الآخرين، وذلك “لمساعدة الأطفال على استيعاب أن من الطبيعي أن يكون الناس بأشكال وأحجام مختلفة، وأن آباءهم يحبونهم مهما كان الأمر”.

أوصى الدليل بعدم الاكتفاء بالتركيز على مشكلة التحكم بالوزن فقط، مشيرا إلى ضرورة تقديم قدوة عملية (بيكسلز)
  • إظهار القدوة

لأن الأطفال يتعلمون بسرعة، يكون تعليمهم أفضل عن طريق القدوة، لذلك أوصى الدليل الآباء “بعدم الاكتفاء بالتركيز على مشكلة التحكم بالوزن فقط، وحثهم على أن يقدموا بأنفسهم القدوة العملية، بإظهار حرصهم على تناول الطعام الصحي وممارسة النشاط البدني بانتظام”.

  • إشعار الطفل بقوة المشاركة

تشمل التوصيات أيضا، إشراك الأطفال مع بالغين آخرين من الأهل والأصدقاء في اختيار تغييرات نمط الحياة معا، “حتى يشعر الطفل بمزيد من القوة من خلال المشاركة في العملية”.

وهو ما يتفق مع نصيحة الخبراء، بالتأكد من “وجود الوالدين والأقارب المهمين الآخرين في جبهة موحدة ذات خطاب متوازن، تُجنب الطفل الرسائل المختلطة بشأن الوزن، ويمكن أن تكون لها عواقب غير صحية”.

  • إجادة الردّ على التعليقات

وأشار الدليل إلى بعض المواقف الشائعة، مثل وصف الطفل من قِبل شخص آخر بأنه “سمين”. وقدّم اقتراحات بشأن كيفية الرد، مثل “أعتقد أنه أضخم من بعض الأشخاص، لكن كل شخص قد يبدو مختلفا”.

إلى جانب ذلك، يمكن للوالدين تدريب الأطفال على الرد بإيجابية إذا سمعوا أحدا يقول ذلك، بالقول “مهما كان حجم السمان، فإنهم قد يكونون أذكياء أو ودودين مثلك، وهذا أهم بكثير من مظهرهم”.

لا تصرخ أبدا أو تعاقب الأطفال بسبب الوزن أو الطعام أو النشاط البدني (بيكسابي)

وقبل صدور هذا الدليل الجديد بعدة أشهر، قدّم خبراء لموقع “إيت رايت” (Eat Right) مزيدا من الإرشادات لصالح الحديث مع الأطفال في موضوع الوزن والطعام الصحي والنشاط البدني، مثل:

  • تجنب الصراخ والتهديد والعقاب

“لا تصرخ أبدا ولا تهدد أو تعاقب الأطفال بسبب الوزن أو الطعام أو النشاط البدني”، إذ ينصح الخبراء بتجنب لعبة اللوم والغضب باعتبارها من خطوات الفشل، لأن النتائج قد تكون ضارة، عندما تتحول هذه المشكلات إلى ساحات قتال بين الوالدين والطفل، فكلما شعر الأطفال بالسوء حيال أوزانهم، “زادت احتمالية الإفراط في تناول الطعام، أو نشوء علاقة غير صحية مع الأكل”.

  • تتبع مصادر شعور الطفل بالسمنة

يقول الخبراء “إذا كان وزن الطفل وأكله ونشاطه تبدو طبيعية ومناسبة لعمره، فيجب طمأنته من دون التركيز على وزنه، أما إذا بدأ يشكو من الشعور بالسمنة، فالأفضل تتبع مصادر الأفكار التي قد تكون مسؤولة عن ذلك”. فربما يكون قد لاحظ صعوبة في بعض الرياضات، أو ضايقه أحد ما بشأن وزنه أو علّق على حجم بطنه، أو شاهد على التلفاز أو الإنترنت أطفالا يعانون من زيادة الوزن؛ إلى آخر هذه المشكلات المحبطة والمؤلمة الشائعة بين الأطفال. ولكن، “إذا كان طفل آخر أو شخص بالغ يتنمر عليه، فلا بد من مواجهة الموقف بشكل مباشر وفي أسرع وقت ممكن”.

  • إكساب الطفل عادات صحية

إذا كنت تعاني من بعض المخاوف بشأن وزن طفلك الزائد في المرحلة الابتدائية أو ما دون ذلك، فيُفضل الخبراء البدء في إجراء بعض التغييرات في نمط حياة العائلة، لمساعدته في تناول الطعام بوعي وذكاء والتحرك أكثر عبر تقديم وجبات عائلية منتظمة ومتوازنة، إلى جانب الوجبات الخفيفة. بالإضافة إلى تحديد الوقت الذي يقضيه أمام الشاشات، والبحث بدلا من ذلك عن طرق لقضاء وقت ممتع ونشط معا.

Scroll to Top