“أرجوكِ أمي، أرجوك، أرجوك”! تسمعين هذه الكلمات المتكررة من طفلك عند رغبته في الحصول على شيء ما، وبعد الموافقة عليه يبدأ طلبا جديدا، وتستمر المحاولات التي لا تنقطع، ورغم محاولاتك للتحلي بالصبر والالتزام بالهدوء في تربية أبنائك، فإن الإلحاح الشديد والمستمر قد يجعلك تودين الصراخ بأعلى صوت.
لن تؤدي الاستجابة لطلبات طفلك إلى إيقافه عن الإلحاح، بل ستعزز سلوكه السلبي ويصبح أكثر إصرارا في كل مرة وأكثر إلحاحا للحصول على ما يريد، لأنه تعلّم أن هذه الطريقة فعالة وتمكنه من الحصول على رغباته.
إصرار طبيعي أم اضطراب نفسي؟
وقبل معرفة كيفية تغيير سلوك الطفل، يجب أولا فهم الأسباب وراء هذا السلوك؛ فغالبا يلح الأطفال للحصول على ما يريدون، لكنهم أيضا قد يستخدمون ذلك لأسباب أخرى، منها رغبتهم في جذب انتباه الوالدين، وقضاء بعض الوقت معهما، أو إذا شعروا بأنهم غير مسموعين ومضطرون لاستخدام الإلحاح حتى يستجيب لهم الكبار.
وأوضح الخبير في التقييم والعلاج النفسي للأطفال والمراهقين عبد الرحيم الريفي للجزيرة نت أن “هناك مستويين من الإلحاح: الأول هو الإلحاح العادي على الأمور الحياتية للحصول على رغباته، والثاني هو جزء من بعض الاضطرابات النفسية، مثل اضطراب الوسواس القهري، واضطراب طيف التوحد، واضطراب التحدي المعارض، ويجب في هذه الحالة اللجوء إلى مختصين لمعالجة هذه القضايا”.
كيف تعدلين سلوك طفلك؟
أوضح الريفي أن هناك جزأين يتعلقان بتدخل الآباء لتعديل سلوك الأطفال الملحّين، وقال “الجزء الأول هو مهارات الآباء والأمهات في إدارة الذات والعلاقات وتنظيم المشاعر، والتعامل مع مشقات الحياة، وهذه المهارات تعزز طرق التواصل داخل البيت وتمنع الصراعات”.
والجزء الثاني هو “طرق التدخل عندما يكون لدى الطفل سلوك مستمر من الإلحاح، ويحتاج الآباء إلى تعلم كيفية تعديل سلوك الطفل لتقويمه”.